الخميس، 14 أبريل 2016

درس: الجملة العربية: أنواعها و عناصرها و أحكامها

لغة عربية

 الجملة العربية: أنواعها و عناصرها و أحكامها

الجملة : قولٌ مؤلف من مُسند و مسندٍ إليه. فهي والمركبُ ألإسناديُّ شيءٌ واحدٌ ـ نحو )) جــاء الحقُّ وزهقَ الباطلُ إن الباطلَ كان زهوقاً )). الإسراء /81.
ولا يُشترطُ فيما نسميه جملةً، أو مركبا إسناديا، أنْ يُفيدَ معنًى تامًا مكتفيا بنفسه، كما يُشـــترط ذلك فيما نسميه كلامًا .
فهو قد يكون تامَّ الفائدةِ نحو : ( قد أفلح المؤمنون ) فيُسمى كلامًا أيــضاً وقد يكون ناقصها نحو : ( مهما تفعلْ من خير أو شر) فلا يُسمى كلاماً . و يجــــوز أن يُســمَّى جملةً أو مركباً إسناديًّا. فإنْ ذُكر جواب الشرط، فــقـيـل: (( مهما تفعلْ من خير أو شــرٍّ تُجـزَ بـه )) سُمي كلاماً أيضاً، لحصول الفائدة التامة. والجملة من حيث حقيقة التركيب فعليـــــة أو إسمية، و من حيث الإعراب : جملة لها محلّ من الإعراب، وجملة لا محلّ لها من الإعراب.
أولا : الجمل من حيث التركيب :
1-  الجملةُ الفعلية: ما تألَّفت من الفعل والفاعل، نحو: نجحَ المجدُّ أو الفعل ونائب الفاعل، نحــو: يُنصرُ المظلومُ، أو الفعل الناقص واسمه وخبره نحــو: يكونُ المجتهدُ سـعيداً.
2-  الجملة الاسمية: ما كانت مؤلفة من المبتدأ والخبر، نحو: العراقُ عزيــزٌ، أو مـمـّـا أصلُه مبتدأ أو خبر، نحو: إنَّ الحقَّ منصورٌ، ما أحدٌ مسافرًا، لا رجـــلٌ قائمًا، إنْ أحدٌ خيرًا من أحدٍ إلاَّ بالتقوى، لات حينَ أوانٍ
ثانيا : الجمل من حيث الإعراب:
الجملةُ: إن صحَّ تأويلها بمفرد، كان لها محل من الإعراب، الرفعُ أو النصبُ أو الجــــــــر، كالمفرد الذي تُؤَوَّلُ بـه، و يـكونُ إعــرابُــــها كإعرابه . فإن أُوِّلت بمفردٍ مرفـوع، كان مـحلها الرفــعَ نحو: محمدٌ يعملُ الخيرَ، فـإنّ التأويل: محمدٌ عاملٌ للخيـــرِ. وإنْ أوِّلـت بمــــــــفــرد منصوب، كان محلها النصبَ، نحو: (كان محمدٌ يعـمـلُ الخير) فإن التأويل: كان محمدٌ عاملاً للخيرِ. وإن لـم يصح تأويل الجملة بمفرد، لأنها غيرُ واقعةٍ موقعَهُ، لم يكن لها محــــلٌّ مـــــن الإعراب، نحو : ( جاءَ الذي كتبَ )، إذ لا يصح أن تقول : ( جاءَ الذي كاتب ).

والجمل التي لها محلّ من الإعراب سبعٌ:
1-   الواقعةُ خبرًا: ومحلّها من الإعراب الرفعٌ إن كانت خبراً للمبتدأ، أو الأحرف المشبهة بالفعل، أو (لا) النافية للجنس، نحو: العلمُ يرفعُ قدرَ صاحبهِ، إنَّ الفضيلةَ تُحبُّ، لا كسولَ سيرتُهُ ممدوحةٌ. و النصب إن كانت خبرا عن الفعل الناقص نحو قوله تعالى: (( وأنفُسَهُم كانوا يظلمون )) وقوله تعالى : (( فــذبحــوها وما كادوا يفعلون )).
2-  الواقعةُ حالاً: ومحلُّها النصبُ نحو قوله تعالى :((ولا تمْنُنْ تستكثرْ)). و((لاتقربوا الصلاةَ وأنتم سكارى)) و((وجاءوا أباهم عِشاءً يبكون )) . فجملة (يبكون)في محل نصب حال من ضمير الجمع .
3-   الواقعةُ مفعولا به: ومحلّها النصب أيضاً . كقوله تعالى : ((قال إني عبدُ اللهِ )) . فجملة : إني عبد الله، في محل نصب مفعول به لــــــ(قال)  ونحو: أظنُّ الأمةَ تجتمعُ بعدَ التفرُّقِ. فجملة (تجتمع) في محل نصب مفعولا به ثانٍ لأظنُّ، والأمةَ مفعُوله الأول.
4-  الواقعة مضافا إليها: ومحلُّها الجرّ، كقوله تعالى: ((هذا يومُ ينفعُ الصادقينَ صدقُهم )) فـــ(يوم) مضاف وجملة ( ينفع الصادقين صدقُهم ) في محل جر مضاف إليه، والتقدير: هذا يومُ نَفْعِ الصادقين صدقُهم  
5-  الواقعةُ جواباً لشرطٍ جازمٍ: إن اقترنت بالفاء أو بإذا الفجائية. ومحلها الجزم، كقوله تعالى ((ومَنْ يضلِلْ اللهُ فما له مِنْ هادٍ)) وقوله تعالى ((وإنْ تصبْهُمْ سيِّئةٌ بما قدَّمت أيديهم إذا هم يقنَطون)). فجملة (فما له من هاد) من المبتدأ أو الخبر في محل جزم جواب الشرط. وكذلك جملة (إذا هم يقنطون)
6-  الواقعةُ صفةً: ومحلُّها بحسب الموصوف، إما الرفعُ كقوله تعالى (( و جاءَ مِنْ أقصا المدينةِ رجلٌ يسعى)). وإما النصب نحو: ((لا تحترمْ رجُلاً يخونُ بلادَهُ)). ومنه قوله تعالى (( واتقوا يوماً ترجِعون فيه)). وإما الجر نحو: سَقْيا لرجلٍ يخدمُ أُمتهُ، و منه قوله تعالى: (( ربنا انكَ جامعُ الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيهِ))  
7-  التابعةُ لجملةٍ لها محلٌّ من الإعراب: و محلها بحسب المتبوع، إما الرفع نحو: محمّدٌ يقرأُ ويكتبُ، وإما النصب نحو: كانت الشمسُ تبدو وتخفى، وإما الجر، نحو: لا تعبأ برجلٍ لا خيرَ فيهِ لنفسهِ وأمتهِ، لا خيرَ فيه لنفسهِ وأمتهِ. ومن قوله تعالى: (( واتقوا الذي أمدَّكم بما تعلمون أمدكم بأنعامٍ و بنينَ وجنّات وعيون)).وزاد ابن هشام جملتين، فجعلها تسع جمل :
8-  الجملة المستثناة: وتكون في محل نصب نحو قوله تعالى:((لست عليهم بمسيطر، إلا من تولى وكفر فيعذبِّهُ الله ))، و قال ابن خروف: مَنْ: مبتدأ، ويعذبهُ الله: الخبر والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقـطع .
9-  الجملة المسند إليها: نحو قوله تعالى: ((سواءٌ عليهم أأنذرتهم )) إذا أعربنا (سواء) خبرًا، و( أأنذرتهم) مبتدأ  

أمّا الجمل التي لا محلَّ لها من الإعراب فعددها تسعُ جمل:
1- الابتدائية: وهي التي تكون في مفتتح الكلام، كقوله تعالى ((اللهُ نور السماوات والأرض))، (إنا أعطيناك الكوثر).
2- الاستئنافية: وهي التي تقع في أثناء الكلام، منقطعة عمَّا قبلها،لاستئناف كلام جديد، كقوله تعالى:((خلق السمواتِ والارضَ بالحق تعالى عما يشركون)) وقد تقترن بالـفــــاء أو الـــــواو الاستئنافيتين، نحو قوله تعالى،((فلما آتاهُما صالحا جعلا له شركاءَ فيما آتاهما فتعالى اللهُ عما يشركون)). و((قالت ربّ إني وضعتها أُنثى والله اعلمُ بما وضعت وليس الذكر كالأنثى)).
3- التعليلية: وهي التي تقع في أثناء الكلام تعليلا لما قبلها، كقوله تعالى )):وصلِّ عليهم إن صلاتك سكنٌ لهم)). وقد تقترن بفاء التعليل نحو: ((تمسَّك بالفضيلة، فإنها زينة العقلاءِ)).
4- الاعتراضية: وهي التي تعترض بين شيئين متلازمين،لإفادة الكلام تقوية وتسديداً وتحسيناً، كالمبتدأ والخبر نحو: وفيهنَّ، والأيامُ يعثُرْنَ بالفتى نوادبُ لا يَمْللْنَهُ، ونوائِحُ. والفعل ومرفوعه نحو: وقد ادركتني، والحوادث جمةٌ أسنَّةُ قومٍ لا ضعافٍ، ولاعُزْلِ. والفعل ومنصوبه نحو: وبدِّلَتْ والدهرُ ذو تبدُّلِ هِيفاً دبوراً بالصَّبا، والشمأَلِ.
والشرط والجواب كقوله تعالى : ((فإنْ لم تفعلوا ولَنْ تفعلوا فأتَّقوا النار التي وقودُها الناسُ والحجارةُ))، و الحال وصاحبها نحو: سعيْتُ وربِّ الكعبةِ مجتهداً، والصفة والموصوف كقوله تعالى ((وانَّهُ لقسَمٌ لو تعلمون عظيم))، وحرف الجر ومــتعـلّـِقه نحو: اعتصم ـ أصلحك اللهُ -بالفضيلةِ . والقسم وجوابه نحو: لعَمري، وما عمْري عَلَيَّ بهيِّنِ لَقدْ نَطَقَتُ بُطْلاً عَلَيَّ الأقارعُ .
5-  الواقعةُ صلةً للموصول الاسمي: كقوله تعالى: ((قد أفلحَ مَنْ تزكى )). أو الحرفي كقولــه تعالى: ((نخشى أَنْ تصيبنا دائرة )). والمقصود بالموصول الحرفي: الحرف المصدري، و هو يؤول وما بعده بمصدر، وهو ستة أحرف ( أَنْ و أنَّ و كي وما و لو وهمزة التسوية) .
6-  التفسيرية: هي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه كقوله تعالى:((و أسرُّوا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلاَّ بَشَرٌ مثلكم )) وقوله تعالى: (( هل أدلُّكم على تجارةٍ تنجيكُمْ مِنْ عذابٍ أليم تؤمنون بالله و رسولِهِ)) . والتفسيرية ثلاثة أقسام :
 أ ـ مجردة من حرف التفسير: نحــو: قولــــه تعالى: ((إنَّ مثَلَ عيسى عند اللهِ كمثل آدم خلقه مِنْ تراب ثم قال له كن فيكون)) . فــخـلـقـه ومـا بعـده تفسير لمثل آدم.
ب ـ و مقرونة بـ (أي ): نحو: أشرْتُ إليه : أيْ إذهبْ.
ج- مقرونة بـ(أَنْ): نحو: كتبْتُ إليه : أَنْ وافِنا ، و منه قوله تعالى (( فأوحينا إليه أن اصنعِ الفُلْكَ ))
7-  الواقعةُ جواباً للقسم : كقوله تعالى :(( ن والقلم و ما يسطرون، ما أنـت بنعمت ربـــــك بمجنون )) . وقوله تعالى : (( و تاللهِ لأكيدَنَّ أصنامكم)) . و قوله : (( لينبذّنَ في الحطمة )) .
8-  الواقعة جواباً لشرط غير جازم : أ ـ ( إذا ـ و لو ـ و لو لا ): كقوله تعالى : (( إذا جاء نصر الله و الفتحُ، و رأيتَ الناسَ يدخلون في دين الله أفواجا، فسبحْ بحمد ربك )) . وقوله تعالى: ((لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً مِنْ خشيةِ الله )). وقوله تعالى: (( ولو لا دَفْعُ اللهِ الناسَ بعضَهم ببعض لفسدت الأرضُ )) .
ب ـ أو جازم و لم تقترن بالفاء أو إذا الفجائية: نحو: إنْ تقمْ أقمْ وإنْ قمْتَ قُمْتُ. أما الأول فلظهور الجزم في لفظ الفعل، و أما الثاني فلأن المحكوم لموضعه بالجزم هو الفعل لا الجملة بأسرها.  
9-  التابعة لجملة لا محلَّ لها من الإعراب: نحو:(( إذا نَهضَتِ الأمَّةُ، بَلَغَتْ مِنْ المجدِ الغايةَ، وأدركتْ مِنَ السُّؤدَدِ النهاية)).


هناك تعليقان (2):